الصفحة الرئيسية » المقال » هكذا ينتهون !!
الخميس، 27 مايو 2010
هكذا ينتهون !!
ليس مهما كيف يبدأون، سواء كانوا أباطرة أو قراصنة برتبة زعماء، فقد نشر مؤخرا عن موسوليني بأنه بدأ عميلا للانجليز بأقل من مئة باوند، وكان أدولف هتلر يحمل برميلا مليئا بالأصباغ التي تبقع ثيابه. ونابليون أخذ التاج من يد البابا ووضعه بنفسه على رأسه لفرط الغرور، وانتهى في سانت هيلانة لم يسمع الناس خبر موته إلا بعد شهرين على الأقل.. وأدولف هتلر أمر طبيبه الخاص دكتور مايلر بأن يحضر عبوة من الديناميت تفتت الجميع. عندما كانوا يختبئون في مكان ما. ومنهم أيضا براون عشيقته.
بقلم/ خيري منصور
نقلا عن/ جريدة الدستور
شاهات حملوا قبورهم وطافوا بها العالم وتسولوا من هذا البلد أو ذاك، أن يستضيفهم موتى، وبينوشيهات انحنوا حتى لامست رؤوسهم البساطير بعد أن فرضوا الانحناء حتى على الجبال وأشجار السرو والنخيل.
ومن الجانب الآخر.. لم يخطر بال كريستوفر كولومبوس مكتشف العالم الجديد أو زائر الليل كما سماه الكاتب الفرنسي ريجيه روبريه ان يعاقب على ما اكتشف، إذ سرعان ما حوكم وسجن، والسبب أتفه من أن يحاكم عليه حيوان صغير، وهو أنه لم يستطع أن يوقف البيضة على أحد طرفيها، ولم يخطر بباله أيضا أن شعوب أمريكا اللاتينية ستهوي على تماثيله بالمعاول بعد خمسة قرون من رحيله.
وفرديناند دليسبس الذي حصل على إذن من الخديوي بحفر قناة السويس ليصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض، كوفئ على مهمّته الشاقة بان سجن وهو في الثمانين من العمر ومات منسيا، ولم يخطر بباله أيضا أن جمال عبد الناصر سوف يستخدم اسمه ككلمة سر في قرار تأميم قناة السويس، بحيث يبدأ العسكريون والمتخصصون في تنفيذ التأميم فور سماعهم اسم ديلسبس، ويندر أن نجد في التاريخ مخترع أدوات تعذيب لم يعذب بها في النهاية، هذا ما يقوله راصدو التعذيب في التاريخ بدءا من ميشيل فوكو الفرنسي حتى هادي العلوي العراقي، والمثل القائل.. المهم من يضحك أخيرا ينطبق بدقه على أباطرة توهموا الخلود، وجنرالات اعتقدوا أنهم معصومون وقادة نسوا أنهم من البشر الفانين، أن من ضحكوا في البداية بكوا دما في النهاية، لأن ما قاله شاعرنا العربي عن الدول التي تدول.. ومن سره زمن ساءته أزمان هو تقطير لعذابات شعوب، بل هو رحيق الخبرة البشرية كلها.
وقد تكون نهايات الجواسيس في كل الأزمنة والأمكنة النموذج الأوضح لهذه الدراما البشرية، فهم غالبا ما يقتلون ويلفظون على الأرصفة كما يلفظ النوى بعد أن يتم استخدامهم وتنتهي مدة صلاحيتهم ، فعلها الانجليز والفرنسيون والأمريكيون والايطاليون وأخيرا الإسرائيليون مع من استخدموهم ملاقط وقفازات، وذلك تقليد رسخته القناعة بأن من يعرض نفسه للإيجار أو البيع لا ضمانة لبقائه في موقع ما لأنه يتبع التسعيرة ولا يعرف الولاء أو الانتماء إلا لغرائزه وجيبه ومعدته.
بقلم/ خيري منصور
نقلا عن/ جريدة الدستور
شاهات حملوا قبورهم وطافوا بها العالم وتسولوا من هذا البلد أو ذاك، أن يستضيفهم موتى، وبينوشيهات انحنوا حتى لامست رؤوسهم البساطير بعد أن فرضوا الانحناء حتى على الجبال وأشجار السرو والنخيل.
ومن الجانب الآخر.. لم يخطر بال كريستوفر كولومبوس مكتشف العالم الجديد أو زائر الليل كما سماه الكاتب الفرنسي ريجيه روبريه ان يعاقب على ما اكتشف، إذ سرعان ما حوكم وسجن، والسبب أتفه من أن يحاكم عليه حيوان صغير، وهو أنه لم يستطع أن يوقف البيضة على أحد طرفيها، ولم يخطر بباله أيضا أن شعوب أمريكا اللاتينية ستهوي على تماثيله بالمعاول بعد خمسة قرون من رحيله.
وفرديناند دليسبس الذي حصل على إذن من الخديوي بحفر قناة السويس ليصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض، كوفئ على مهمّته الشاقة بان سجن وهو في الثمانين من العمر ومات منسيا، ولم يخطر بباله أيضا أن جمال عبد الناصر سوف يستخدم اسمه ككلمة سر في قرار تأميم قناة السويس، بحيث يبدأ العسكريون والمتخصصون في تنفيذ التأميم فور سماعهم اسم ديلسبس، ويندر أن نجد في التاريخ مخترع أدوات تعذيب لم يعذب بها في النهاية، هذا ما يقوله راصدو التعذيب في التاريخ بدءا من ميشيل فوكو الفرنسي حتى هادي العلوي العراقي، والمثل القائل.. المهم من يضحك أخيرا ينطبق بدقه على أباطرة توهموا الخلود، وجنرالات اعتقدوا أنهم معصومون وقادة نسوا أنهم من البشر الفانين، أن من ضحكوا في البداية بكوا دما في النهاية، لأن ما قاله شاعرنا العربي عن الدول التي تدول.. ومن سره زمن ساءته أزمان هو تقطير لعذابات شعوب، بل هو رحيق الخبرة البشرية كلها.
وقد تكون نهايات الجواسيس في كل الأزمنة والأمكنة النموذج الأوضح لهذه الدراما البشرية، فهم غالبا ما يقتلون ويلفظون على الأرصفة كما يلفظ النوى بعد أن يتم استخدامهم وتنتهي مدة صلاحيتهم ، فعلها الانجليز والفرنسيون والأمريكيون والايطاليون وأخيرا الإسرائيليون مع من استخدموهم ملاقط وقفازات، وذلك تقليد رسخته القناعة بأن من يعرض نفسه للإيجار أو البيع لا ضمانة لبقائه في موقع ما لأنه يتبع التسعيرة ولا يعرف الولاء أو الانتماء إلا لغرائزه وجيبه ومعدته.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق